روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | كيف نربي الطفل.. على الصلاة؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > كيف نربي الطفل.. على الصلاة؟


  كيف نربي الطفل.. على الصلاة؟
     عدد مرات المشاهدة: 2139        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اولا حابة اشكركم على موقعكم المتميز جعله الله في ميزان حسناتكم =)

سؤالي يكمن في حرص أبي الشديد على أداء الصلاة ..وهو أمر جيد .. لكنه في بعض الأحيان يضرب أخي الصغير (9 سنوات) إن لم يصلي في المسجد يضربه بدرجة تجعله يتأوه من الألم والبكاء

وبالرغم من أبي والحمد لله انسان متدين وحافظ لكتاب الله ..ولقد كان يحفظنا القرآن منذ الصغر ..إلا أنه شديد العصبية .. لا يمكنه تحمل أن يرى أحداً لا يؤدي الصلاة في المسجد أو في وقتها ...

والآن أنا خائفة على أخي الصغير ..فلقد بدأ يكره الصلاة .. وأخاف على مستقبله إن استمر الحال هكذا .. سؤالي : كيف أتقرب من أخي الصغير وما هي أفضل الطريق لتعليمه كيف يحب الصلاة ؟ ليس لأنها فرض فحسب بل لأنها تجلب لنا السعادة !!

ولدي استشارة أخرى : أنا من النوع الذي يهتم بالناس كثيراً ..فأحمل هموم الجميع ..همومي وهموم أسرتي وصديقاتي ووطني وأمتي ..وهذا الأمر أثر في ذاكرتي وصرت كثيرة النسيان والسرحان .

لدرجة أنه يستحيل أن تمر 10 دقائق دون أن أسرح فيها ..ما الحل ؟ وهل هو أمر طبيعي ؟ أعتذر للإطالة ولكن كنت قد أرسلت استشارتين قبل ذلك ولم يصلني الرد =( جزاكم الله كل خير =)

بسم الله الرحمن الرحيم..

الأخت الكريمة (الأمل) وفقك الله تعالى إلى كل خير وزادك هدى وصلاحاً وإيماناً وأشكر لك توجهك لموقع المستشار ـ معاً لحياة أسعد لمساعدتك في حل مشكلتك.

وبداية أخيتي فإني أحمد الله تعالى أن أسرتكم نشأت في ظل ورعاية أب صالح يتحمل مسؤوليته ويحرص عليكم لصلاح دينكم ودنياكم ولولا حبه لكم وخشيته عليكم لما قسى عليكم في أمر الصلاة وشدد فيها فجزاه الله تعالى خيراً وأحسن إليه وأقر عينيه بكم ومتعه ببركم، كما أحمده تعالى أن رزقه بأبناء مثلك يحملون همه ويسعون في بره ورضاه وتحقيق أماله فجزاكم الله خيراً وأحسن إليكم ومتعكم ببره ورضاه.

أخيتي أما الحث على الصلاة والتعويد عليها فهو أمر شرعي كريم لزرع وغرس الإيمان في قلوب الأطفال لتكون الصلاة أساس حياتهم ونجاتهم وإلا فإن أخاك في هذا العمر دون سن التكليف ولكن تربيته وتعويده على الصلاة وتعليمه لأحكامها أمر واجب في هذا العمر وقد أحسن والدك في ذلك فجزاه الله خيراً.

أما أسلوب تربية الأطفال على الصلاة فهو ما يجب أن يراعى لتحقيق المصلحة فيه ويمكن أن يكون ذلك في خطوات عملية على النحو التالي:

أولاً: إخلاص النية لله تعالى وابتغاء الأجر منه سبحانه بتعليم الطفل الصلاة وتعويده عليها.

ثانياً: اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء الخالص والإلحاح فيه بطلب العون والسداد في ذلك وأن يصلح الابن ويجعل قرة عينه في الصلاة.

ثالثاً: مراعاة مراحل نمو الطفل في نفسه واحتياجاته وتفكيره ومخاطبته في كل مرحلة بما يناسبه من الحديث المؤثر فالطفل في عمر خمس سنين يختلف عن الطفل في عمر سبع سنين ويختلف عنه في عمر تسع سنين وهكذا ولكل فترة خصائصها.

وأخاك في فترة يحب أن يرى منكم الثقة والاعتماد عليه والثناء عليه وتقديره واحترامه وتحفيزه بالكلمات الطيبة والجوائز والمكافآت والثناء الجميل ويزعجه الضرب والتأديب العنيف والتوبيخ أمام أقرانه.

رابعاً: إن من أهم أساليب التربية على الصلاة هو القدوة فكلما رأى الطفل والديه وإخوانه يبادرون إلى الصلاة ويتركون ما بأيديهم لأجلها ويخشعون فيها يسارع إلى تقليدهم وامتثال أفعالهم وأقوالهم.

خامساً: اعملي أخيتي على زرع وغرس معاني الصلاة العظيمة في نفس أخيك بأساليب متنوعة منها المباشر ومنها غير المباشر فقد تقولين عند توجهك للصلاة ما أحلى الصلاة أجد فيها راحتي وسعادتي وإذا وجدت حرا فأبرزي أنك تبادرين إلى الوضوء ليبرد عليك وترتاحي بالصلاة وإذا وجدت خوفاً وقلقاً فأنت تجدين الأمن والأمان في الصلاة ثم قصي عليه ما يثبت من أحوال السلف وأقوالهم في الصلاة.

سادساً: الأطفال في هذا العمر يحبون المسابقات والإثارة والتشويق وإبراز قدراتهم من خلال التحدي فيمكنك عمل جدول له يسجل فيه وبنفسه لتنمو لديه معاني الرقابة وأن الصلاة عبادة لله حاله في الصلاة ( مبادر إذا صلى في أول الوقت ـ محافظ إذا صلى بعد مضي أكثر من نصف الوقت ـ متأخر إذا صلى في آخر الوقت ) أو نحوه في خانات متجاورة أو بأشكال شيقة ليضيع تقييما لنفسه فإن حقق في آخر الشهر تقييماً عالياً فلتكم له مكافأة قيمة وهكذا.

سابعاً: إذا صلى بمبادرة منه أو استجاب لكم فورا بلا تراخي فأثنوا عليه وكافؤه بين أقرانه واحتفلوا به.

ثامناً: حاولوا أن تثنوا دوماً على المصلين من الكبار والصغار في كل أحوالهم ليتأثر بهم.

تاسعاً: لا تفرطوا ولا تفرطوا في أمركم له بالصلاة وخير الأمور أوساطها دوما والتوازن مطلوب في كل الأحوال سواء في التكريم والتحفيز والتقدير أو في التأنيب والتأديب والعقاب.

أما حال والدك معه فلعلك فيما بينك وبينه وبما يوفيه حقه من التقدير والاحترام بأن يمكن أن يكون لأسلوب المخاطبة مع أخيك تأثير في تعويده على الصلاة وفقاً لما ذكرت سابقاً وتعرضين عليه مساعدتك في أن يكون تعويد أخيك على الصلاة من مسؤولياتك تحت إشراف والدك ومتابعته وأنه إذا تحسن فسيتم تكريمه منه وإذا قصر ستتم معاقبته منه وهكذا في آلية تكاملية بينكم .

أما استشارتك الثانية فجميل أن نعيش هم أمتنا وهم أهلنا وأصدقائنا وأن نسعد لسعادتهم ونحزن لحزنهم وهكذا المسلمون كالبنيان المرصوص ولكن لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ثم إن التفكير والسرحان المجرد بلا عمل لا جدوى منه بل قد يكون له سلبياته عليك ولذا فأقترح عليك أن تنخرطي في المؤسسات الخيرية والاجتماعية التي تمكنك من التفاعل والاهتمام وتساعدك في قيامك بإنجازات محددة .

أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد وأن يفتح عليك أبواب فضله وبانتظار تواصلك لتحدثينا عن تجربتك ونجاحك .

الكاتب: أ. عبيده بن جودت شراب

المصدر: موقع المستشار